تجربتى مع الانفصال عن الواقع
الاشخاص المصابون بالانفصال عن الواقع يعانون كثير فى التعامل مع من حولهم فى الحياه العاديه سواء فى المنزل او العمل او اى أماكن يتردد عليها ،حيث انهم يلجئون الى انفصالهم بالمشاعر والدماغ عن الواقع وما يحدث فيه نتيجه حدوث صدمة فى الماضى أو مرورهم بتجارب سيئة او اسباب اخرى ويرون ذلك فيه راحة لهم ولكن ذلك يؤذيهم كثير ويؤذي من حوله ،وسوف نتحدث فى هذا المقال حول الأشخاص الذين يتعرضون للانفصال عن الواقع وما هو الانفصال عن الواقع ، أسبابه ،أعراضه ، طرق العلاج ،وكيفية التشخيص ،وكل ما يخص الانفصال عن الواقع.
الانفصال عن الواقع
يندرج الانفصال عن الواقع تحت فئة من الأمراض النفسية والتى تعرف باسم الإضرابات التفارقية أو الانشقاقية ،وهى مجموعه من الامراض التى تشمل حدوث اضطرابات مختلفة أو تشويش فى الذاكره او الادراك والتى تعيق الكثير من الامور داخل حياة الشخص المريض سواء فى حياته الشخصية والمهنية ،اما الانفصال عن الواقع يعرف بأنه حالة نفسية تشمل مجموعة من تغيرات في الوعي الذاتي أو الهوية، و تتسبب بمعاناة المريض من العيش لحظات يشعر بها أنه خارج أو منفصل عن جسده أو أن ما يجري حوله غير حقيقي ويمكن أن تستمر الاحساس بهذه الحالات بشكل مستمر، أو على فترات متكررة.
تبدأ أعراض الانفصال عن الواقع بالظهور عادة لأول مرة في مرحلة الطفولة ويعتبر النسبة الأكبر من ظهور هذا المرض، وأن ما يقدر بنسبة 5% فقط من جميع حالات الإصابة المرض تظهر أعراضها لأول مرة بعد سن الخامسة والعشرين، وفي حالات نادرة فقط تظهر أعراضها لأول مرة بعد سن الأربعين.
اسباب الانفصال عن الواقع
تختلف أسباب الانفصال عن الواقع باختلاف الشخصية والعوامل والبيئه المحيطه بها وأسباب أخرى يتم اكتشافها من قبل الأطباء النفسيين، ومن ضمن هذه الأسباب:
- قد تكون بسبب المرور بصدمات نفسية مؤلمة ومؤثرة في الماضي أو القلق الحاد، مثل: التعرض للعنف والتوبيخ المستمر في مرحلة الطفولة، التهميش العاطفي، مشاهدة العنف المنزلي بشكل متكرر، مرور أحد الوالدين أو كلاهما بأمراض عضوية أو نفسية شديدة، موت أحد الاشخاص المقربين اليك بشكل مفاجئ، مشاهده الحروب أو الكوارث الطبيعية أو الحوادث، نتيجة التعرض لضغط نفسي شديد من أحد الأشخاص.
- معاناة الأشخاص من مشاكل في القدرة على التعامل مع الظروف الصعبة، أو المعاناة من تجنب أو تجاهل الظروف والمشاكل الصعبة.
- التعرض لتوتر وضغط نفسي شديد في مختلف أمور الحياة، مثل:التعامل مع الآخرين، أو الأمور الاقتصادية، أو أثناء العمل.
- اساءة استعمال الأدوية، أو استخدام المؤثرات العقلية، مثل: الحشيش (الماريجوانا)، أو دواء الكيتامين، أو نبات السالفيا، أو الأدوية المهلوسة ، وغيرها من الأدوية.
يقوم الدماغ بتطوير آلية معينة لإزالة أو التخلص من المشاعر السلبيه والذكريات السيئة المرتبطة بهذه التجارب للتعايش بشكل سليم أو التأقلم معها، ومع مرور العمر قد ينتج من التعرض للضغط النفسي أو بعض المواقف السلبية التي قد تواجهها إلى تفعيل الدماغ لهذه الآلية مرة أخرى، وذلك ينتج عنه أعراض انشقاقية.
يعد التعرض للضغط النفسي الشديد أو التوتر أو الاكتئاب من المحفزات الأساسية للانفصال عن الواقع،وتختلف قابلية الاشخاص لتقبل هذا الوضع من شخص الى اخر وفقا تعرضه للمواقف السلبية من قبل أو كونه شخص عصبي وأقل تفاعل مع العواطف، أو معانته من أحد اضطرابات الشخصية.
يعتمد العديد من الدراسات أن قلة النوم أو اضطرابات النوم قد تؤدي إلى زيادة شدة الأعراض المرتبطة بالانفصال عن الواقع.
أعراض الانفصال عن الواقع
يشعر المريض المصاب بالانفصال عن الواقع بمجموعة من الأعراض التي يجب عند معرفتها عند اى شخص يجب اللجوء الى طبيب نفسى على الفور ،ومن ضمن الأعراض:
- شعور المصاب كأنه غير موجود اى منفصل عن نفسه كأنه يعيش خارج جسده، أو انه ينظر إلى نفسه من أعلى، أو أنه ينظر إلى نفسه وحياته وهو لا يعيش بها اى كأنها جزء من فيلم على التلفاز يشاهده.
- الشعور بتخدير في العقل أو الجسد كأن حواس جسده متوقفة عن العمل، أو شعور المريض بأن رأسه غير موجوده ولا يريد التفكير بأي شيء.
- شعور المريض بأنه لا يستطيع التحكم فى نفسه فيما يقول أو يفعل، أى أنه أصبح مثل رجل آلي أو “روبوت”.
- الشعور بصعوبة ربط مشاعره بالذكريات.
- عند تطور الحالة عند بعض المرضى يشعر بـ المفرداتية: اى عدم قدرته على وصف أو الإحساس بالمشاعر بمن حوله.
- صعوبة التعرف على الأشخاص أو الأشياء المحيطة به أو الإحساس بأن محيط الذى حوله غير واضح ويشبه الحلم.
- شعور المريض بأن حوله حائط زجاجي يفصله عن العالم، يقدر على رؤية ما يحدث من حوله لكنه لا يستطيع الاتصال بهم.
- الشعور بأن ما يحيط به غير حقيقي، مزيف، مشوش، بعيد جداً، أو قريب جداً، أو كبير جداً، أو صغير جداً.
- معاناة المريض من اضطراب في عملية الإحساس بالوقت، أي كأنه يعيش فى الماضى واحساسه بالأحداث القريبة كأنها من الماضى.
كيفية تشخيص الانفصال عن الواقع
يمكن أن تتطور أعراض الانفصال عن الواقع كأحد أعراض بعض الأمراض النفسية، مثل: اضطرابات النوبات الاختلاجية، كما تشير بعض الاحصائيات أن ما يقارب 50% من البشر يمرون بتجارب عابرة من حالات الانفصال عن الواقع مرة واحدة على الأقل، لكن ما يقدر بـ 2% فقط من هذه الحالات تنطبق عليهم الشروط لتشخيص هذا المرض.
يبدأ تشخيص الانفصال عن الواقع ومعرفة التاريخ الطبي للمريض،ومعرفة التجارب الماضية التي مر بها، مع تشخيص الطبيب المعالج والتأكد من عدم وجود أي مسببات أخرى لتطور الأعراض ، مثل: الإدمان، النوبات الاختلاجية، أي مشاكل نفسية أخرى، بعد معرفة جميع الاعراض و معرفة التاريخ المرضى يقوم الطبيب بتقييم الحالة المرضية بناء على معايير محددة،ومنها:
- معاناة المريض من نوبات الانفصال عن الواقع بشكل مستمر أو متكرر.
- اخبار الطبيب للمرضى بأن الأحاسيس أو التجارب التي يمرون بها غير حقيقة، والحرص على عدم فقدانهم الإحساس بالواقع.
- تسبب الأعراض بحدوث إعاقة أو اضطرابات شديدة في وظائف التواصل الاجتماعي أو المهني عند بعض المرضى.
- قد يتم اللجوء في بعض الحالات إلى بعض الأشعة التصويرية ،مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي ،أو تخطيط أمواج الدماغ لمعرفة هل مسببات الجسدية ام لا، او عمل تحاليل، مثل: تحليل البول للمخدرات، أو عمل بعض الاختبارات النفسية وبعض أنواع الاستبيانات والمقابلات المصممة بأسلوب معين للمساعدة على فهم وتشخيص حالة المريض.
- من الضروري التشخيص الصحيح والمبكر خلال مرحلة الطفولة، لعدم تطور الحالة في المستقبل وأن هذا يخفف كثيراً من التطورات التى قد تحدث مع التقدم في العمر.
علاج الانفصال عن الواقع
يوجد نوعان من العلاج من الانفصال عن الواقع
اولا العلاج النفسي : وتعد من أكثر الطرق الفعالة لعلاج حالات الانفصال عن الواقع، والذي يجب على الطبيب توجيه المريض للتعامل مع جميع المشاكل التى تواجهه أو الضغوطات النفسية التى تؤدى إلى ظهور الأعراض، بالإضافة إلى معرفة التجارب والعوامل النفسية السابقة.
وتتضمن ما يلي:
- المعالجة المعرفية : التي تساعد المريض على إيقاف التفكير الزائد أو الوساوس التي تصيب المرضى بأنهم غير حقيقيون.
- المعالجة السلوكية: والتي تساعد المريض على القيام بنشاطات تصرف انتباههم وتقيهم من هذا المرض.
- العلاج النفسي التحليلي أو الديناميكي: يساعد المريض على التعامل مع المشاعر السلبية والصراعات النفسية الداخلية التي تواجه، والتجارب التي قد لا يستطيع تحملها.
- تقنيات التأريض : تعمل هذه التقنيات على استعمال الحواس الخمسة لديه لمساعدته على الإحساس بأنه متصل مع نفسه والمحيط حوله بشكل أكبر، ومساعدته على الإحساس بأنه موجود وحقيقي في هذه اللحظات، ومنها: الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، إمساك قطعة من الثلج بيده، أو شم بعض البهارات أو الزيوت الأساسية اوغيرها من التقنيات.
- تتبع اللحظة باللحظة، وتمييز الانشقاق والعاطفة : وتتميز هذه التقنية بأنها تساعد المريض على تمييز وتحديد المشاعر الانشقاقية لديه، كما قد تساعده على التركيز على الأمور التي تحدث أمامه.
ثانيا :العلاج الدوائي : لا يوجد علاجات دوائية تم الموافقة عليها من قبل المختصين فى هذه الامراض النفسيه ، ولكن يمكن استعمال بعض الادوية وخاصة للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق،ويمكن استعمال بعض مضادات الاكتئاب ،مثل: مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائي، أو مضادات القلق ،مثل: دواء البرازولام ، او دواء فينلافاكسين، او دواء لاموتريجين .
نصائح للتعايش مع الانفصال عن الواقع
يمكن التقليل من آثار الانفصال عن الواقع عن طريق الالتزام بالنصائح الطبية والالتزام بالعلاج فى مواعيدها المحددة ، ومحاولة اشغال بأمور تبعدهم عن الأفكار التي تراودهم بخصوص الشعور بالنفس، ومحاولة تشغيل الدماغ بالتركيز مثلا على النشاطات والأفكار اللازمة لإتمام وظائفهم اليومية.
يمكن أيضاً مساعدة المصابين بالانفصال عن الواقع من قبل الآخرين عن طريق تقديم الدعم لهم، من خلال ما يلي:
- يجب معرفة وتعلم المزيد عن هذا المرض، حيث تمكنك معرفه خلفية بسيطة عن هذا المرض وما هي الأعراض المصاحبة له من المساعدة على تمييز الأعراض والنوبات التي قد يتعرض لها المريض، والتي لا يستطيعون وصفها.
- الاحساس بالمرض بمجرد معرفة الاعراض يمكنك التأكد على أن ما يمر به المريض أمر صعب.
- الالتزام بالذهاب إلى الجلسات العلاجية مع المريض، قد يساعد ذلك على معرفة الأعراض والمشاكل التي يعاني منها المريض وما هو جديد، كما يشجع ذلك المريض على تلقي العلاج بشكل أفضل.
- تفهم حالة المريض وأنه من الصعب ان يطلب المساعدة من الآخرين ومراعاة إمكانيات المريض وحدوده، واحترام رغبته فى اى وقت فى عدم رغبته بالتحدث عن مشاعره، أو عن تجاربه الماضية المؤلمة.
كيفية الوقاية من الانفصال عن الواقع
على الرغم من الصعب من الوقاية من مرض الانفصال عن الواقع، إلا أن هناك إجراءات عند الالتزام بها يمكنك التخفيف من حدته،ومنها: البدء بأخذ العلاج فور ملاحظة ظهور الأعراض واللجوء الى طبيب مختص فورا، واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة بسرعة بعد التعرض لأى أحداث صادمة أو تجارب صعبة عاطفيا، ذلك قد يقلل بشكل عام من خطر ظهور الأعراض الانشقاقية.